بنية اللّغة الشّعرية في قصيدة " مَا بَيْنَ مُعْتَرَكِ الأحَْدَاقِ والمُهَجِ " ل "ابن الفارض

Abstract

تجاوز الشّعر الصوفيّ البنية المغويّة لمقصيدة العربيّة بأساليب فنيّة خاصّة، حيث انطمق الشاعر من قناعة مفادىا أن المعاني الخاصّة تقتضي قالبا لغويا خاصّا أيضا، لتكون المّغة أكثر جمالا وتساميا في التعبير عن المعنى المقصود. يكاشفنا تحميل ىذه القصيدة بما يمكن لمّغة تحقيقو من شعرية طافحة استطاعت تَمَثُّلَ الفكر الكامن و ا رءىا، لتجسّد تصو ا رت الصّوفية عن الحبّ الإليي، وعن التخمّي والتجمّي باعتبارىما ثنائيّة ضديّة، فكلّ منيا يقتضي الآخر من أجل تحقيق الغاية المنشودة؛ معتمدا في ذلك عمى الكثير من الآليّات التي مكّنتو من مقابمة مجموع الخصائص الشعرية في التّعبير عن التجربة المتعالية شعوريا، موظّفا كلا من التّك ا رر والتّوازي كظاىرتين موسيقيتين، بالإضافة إلى مختمف الانزياحات التركيبيّة في الجمل الاسميّة والفعميّة، ومستندا عمى النّفي كجماليّة لمسّمب المكرّس لمتّنزيو. أمّا التّصوير الشّعري فقد فَرَضَت فيو التصوّ ا رت الفكريّة الصوفيّة قمّة التشبيو والاستعارة لتكون ىذه القمّة فعّالة معنو يا، والتركيز عمى الكناية التي اعتنى بيا النص لتبرز جمالية المحايثة، والتناص الديني الذي عكس فكر الشاعر في تعبيره عن حبو لمحبوبو، وقد فعّل الشاعر إيمانو بضرورة التخمّي لأجل التجمّي في قصيدتو، في صور تجزيئيّة أبرزت الرضا والاستم ا رريّة لأجل نيل الرّضا العموي.