دلالات الفراغ وإبدالا ته في دیوان "أخیرا... أحدثكم عن سماواته" لعاشور فني ــ أنموذجا ــ

Abstract

ینتهي البحث في دلالات الفراغ وإبدالاته إلى ما تأتّى الشعر العربي المعاصر من ّ مكنة الإنعتاق من هيمنة العمود الذي عد الأنموذج الأعلى للكتابة الشعرية في زمن مضى، ّ فقد حق ّ له أن یتخطاه إلى أفق مغایر أكثر حداثة ومرونة من سابقیها عبر تجاوز النمطي والثابت إلى عوالم الانفتاح على حركات التحدیث السارية في العالم. من هنا نشأت حركة تجدیدية أولى بمسعاها التهديمي لقواعد العمود وإعادة رسكلتها من جدید وفق ما یتماشى والذوق المستجد ليكون تيار الشعر الحر الذي حمل لوائه كل من "نازك الملائكة" و"بدر شاكر السياب" ومجموعة من الشباب الذین ألفوا هذا النوع الجدید من الكتابة الذي يقوم متحررا من نظام الوزن والقافية ونظام الشطرين غلى نظام السطر الواحد ّ الذي لا تحده وقفة عروضية ولا قانون عروضي یتحكم فيه، معطيا بذلك السطوة إلى الشاعر ودفقتها الشعورية. وتبعاً للتطورات التي شهدها العصر لم یتوقف التجدید الشعري عند الشعر الحر فقط ّ بل تعدى ذلك إلى أسلوب أكثر حداثة عبر انفتاحها على ثقافة التعالق السردي بین قطبي الأدب شعره ونثره متمّثلة في "قصیدة النثر" التي كانت بدورها نافذة على حركة تجدیدية أخرى كانت لها القدرة على إحداث الشرخ العظيم في جسد ومتن القصیدة ذلك عبر تحويلها إلى كونها كتابة المحو والتخطي والتجاوز